أن تصنع قصة مؤساوية فهذا صعب جدا .. صعب ان تربط احداث البداية و الوسط و النهاية وجرب انت في منزلك و امسك قلما و اكتب قصة من هذا النوع .. طلاش فيلم اعتمد على التشويق بشكل دقيق من كتاب القصة ( ريما و زويا ) وقد نجحا في السير بالاحداث إلى المشاهد النهائية بكل اتصال وبدون هفوات كبيرة.. قبل صدور الفيلم وبعد الشائعات عن انه يواجه شبهة في تشابهه مع كاهاني ادركت انه فيلم لن يحقق الكثير في شباك التذاكر.. وليس المقصد هنا ان الفيلم كان عليه اخد طبع الكوميديا لكي يثبت مكانه في شباك التذاكر.. ففيلم كاهاني من بطولة نسائية مطلقة و حقق إيرادات لم تحققه بعض النجوم الذين زينوا افلامهم بمختلف انواع أكشن غريندايزر.. على العموم سير الاحداث في بحث فيديا عن ميلان دامجي في كاهاني يشبه بحث عامر في تلاش لكن كقصة و سيناريو و فيلم ليست هناك أية علاقة بين الفيلمين عكس ما تردد من شائعات قبل صدوره..
بالحديث عن شباك التذاكر لا أضن ان الفيلم سيحقق شيئا مما حققته أول سبعة او ثمانية افلام من ترتيب البوكس اوفيس ليس السبب انه قد يكون موجها لنوع واحد من عقلية المشاهد ولكن هذا النوع من الأفلام صعب على العقل البشري العادي لأنه وكما أقول دائما الفيلم وضع للترفيه و ملئ الفراغ لكن تلاش يجعلك تشاهد و تستمتع و تتشوق و فوق كل هذا تفكر ! وهنا ما يجعلك تتمتع في تقمصك ايضا لدور عامر خان و كأنك شرطي يرافق المفتش شكوات(إسم عامر بالفيلم) في مهامه و بحثه ممثل اراها تجربة جديدة و رائعة للمخرجة ريما في اول أعمالها عندما برهنت انها تستطيع اللعب على نفسية المشاهد. عموما هذا الخروج عن النمطية ولو انه كنوع فمثل هذا الستايل من الافلام ليس جديدا قد لا يجعل الفيلم يمشي في شباك التذاكر بشكل جيد أو كما كان متوقعا وهذا ما قلته منذ اشهر لصديقتي نسمة.
الفيلم ادخلك سريعا في القصة بدون مقدمات او بهارات .. يبدأ الفيلم بحادث سيارة بعد لحظات فقط من انتهاء الكتابة الأولية ومباشرة بعدها تبدأ كثيرا من التحقيقات الألغاز التي يشارك فيها عامر خان و كارينا كابور و نواز الدين صديقي .. عمل جيد جدا من ريما و زويا في اخراج سيناريو محبوك بمتانة مثل ما صقل على طلاش .. الفيلم عبر بشكل رائع عن السيناريو بترابط احداث و حوارات و حركات ممثلين بكل مشاعر تارة و رومانسية في لحظات ثم كل التعبيرات المؤساوية منها و العملية .. سيناريو يجعلك تريد معرفة ما يأتي في كل لحظة وكما اسلفت سابقا يجعلك تفكر ..
عامر خان تفارقه البسمة في الفيلم بسبب وقع في ماضيه غير حياته .. ذكرني بدور عمران هاشمي في افاربان عندما فقد عالية وكان سببا في مقتلها .. مثل ادوار الصدمة هذه كنت اود رؤية عامر بها .. عامر روح الفيلم لقد كان طاغيا لا ادري كيف ستأتي بوليود بممثل من طينة مصيبة إسمها عامر .. وأنت تتابع الفيلم ستنسى ان هذا الممثل يقف امام الكاميرا و ستضن أنه يقوم بمهامه في الحياة بكل عفوية و تتبعه ريما لتصوره بالرغم منه .. رائع ! فعلا كم هي محظوظة بوليود بممثل تعابير وجهه تتكلم من دون أن ينطق..بعد عامر و بدون منازع اقول ان كارينا اجمل هدية بالفيلم .. هذه الممثلة تستحق ان توضع في كل افلام الخانات في كل سنة .. دور متقون و اداء رائع صوت كله ثقة و جرأة .. أنا اقول فعلا مسكين من لم يوقع مع كارينا في فيلمه .. اتوقع لدور فتاة تمتهن الدعارة تحت لواء كارينا كابور ان يرصع بالجوائز السنة المقبلة ..
بالمجمل فيلم حملك إلى سيرورة جديدة لكن تخلله بعض السلبيات مثل بعض البطئ في فترات كما ان البداية كانت بها حوارات تحتاج لسرعة الاحداث .. لكن هذا لم يؤثر على الفيلم من سيره نحو النهاية ..النهاية شيء صادم .. رغم اني اكتشتفت البعض من ملامحها قبل ضهورها ولكنها كانت بالفعل اجمل ما بالفيلم .. تتمزج المؤساوية مع المشاعر و الذكريات بشكل مميز .. يجب ان تغوص في الفيلم لكي تتفاجئ من نهايته بالفعل شيء لا يصدق .. لا اريد ان احرق عليك متعة نهاية الفيلم .. لذلك سأترك الاعضاء يستمتعون بها..
طلاش فيلم ربما للمشاهدة مرة واحدة أو مرتين .. لكنه بالفعل عمل مشوق و مثير لابد ان لكل عاشق بوليودي ان يراه .. وأن يركز في أحداثه و ينسى العالم الخارجي .. ساعتين بالفعل صعبة على العقل البشري العادي..
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الأربعاء يونيو 25, 2014 9:44 am